ماسح احذية

ماسح أحذية ...... بقلمي


رجع ذو التسع سنوات إلى البيت و في جعبته دراهم معدودة، لم يتذوق الطعام طوال اليوم ...

كان خائفا جدا من تأنيب و ضرب زوج أمه له. كان الزوج دائما يدخل إلى البيت مخمورا و يبدأ بالصراخ

و يكسر كل شيء أمامه ثم يعاود الخروج ....رغم الضرب و التأنيب كان الطفل هادءا ولاينطق بكلمة أمامه..

فقد ظلمته الدنيا، فهو لا يعرف من هو أبوه؟ و أين ولد؟ وهل له أب أم لا؟ الأم التي تعطي الحنان، التي تدافع عن

اولادها، يراها كل يوم مع رجل، لم تهتم به أبدا، لم يعرف طعم الحنان معها ....

كان ينام فوق حصير بال، يضع رأسه على الوسادة و هو يفكر ويقول،

أين أنا؟ أين أوجد أنا؟ هل هذه هي الحياة؟ ما كل هذا الظلم؟ و الدموع تنزل من عينيه و الحزن يسيطر عليه .

لا يعرف شيئا سوى التفكير في هذه الأمور لا يعرف القراءة و الكتابة حتى الارقام لايعرفها ..

تمر كل ليلة من الليالي وهو في تلك الحال.. في كل مرة كان يخرج في الصباح الباكر، يمر في كل صباح

بالقرب من إحدى المدارس، وهو ينظر بعينين تملؤهما الدموع، ينظر إلى أطفال في مثل سنه يحضرهم آبائهم

في لباس جميل، و يشاهد الأمل مرسوم على وجوهم، أما هو فلا أمل له، حتى أنه لا يعرف هذه الكلمة، في كل مرة

يمر بالمدرسة يشعر بحزن شديد.. و في المساء يعود على نفس المكان و هو يشاهد الآباء ينتظرون أبنائهم

ويقبلونهم و يعانقونهم ، كان المشهد حزينا جدا بالنسبة له. و هو يقول لماذا لم تمنحنى الحياة مثل هؤلاء؟.. كيف له أن

يعرف القرائة و الكتابة و هو لايعرف أصلا من هو؟ .. المهم خرج في صباح أحد الأيام باحثا عن مكان يرتاده الناس ...

فقد كان يتحاشى الأماكن التي يرتادها ماسحوا أحذية آخرين خوفا من العراك معهم، فقد كان جد هادئ و في نفس

الوقت طفلا خلوقا . كان الجو حارا هناك من يعطيه درهما وهناك من يعطيه إثنان، و كان يعمل النهار بأكمله

خوفا من زوج أمه، و في ساعات الحر الشديد جلس تحت شجرة، بدأ يأكل قطعة من الخبر، وهي مرات قليلة التي

يأكل فيها، فهو لا يعرف متى بدأ بمسح الأحذية، فهو يعرف في تلك اللحظة أنه يعمل فيها ... فقد كان يائسا

جدا من حاله، مرت أيام و شهور و هو على تلك الحال، و في إحدى الأيام الممطرة و الباردة جدا، خرج من البيت

محاولا إيجاد زبائن بدون فائدة ظل طوال اليوم يبحث لكن عبثا ..بدأ الظلام يخيم و الأمطار و البرق

و الرعد و الجو بارد جدا، لم يحصل اليوم ولو على درهم واحد، خاف أن يرجع إلى البيت، جلس تحت إحدى الاشجار،

و بدأ يبكي ، وجسده يرتعش من شدة البرد، ينظر أمامه لا يرى سوى الظلمة، وهو يحول معرفة لمادا هو

في هده الحياة، هل لمسح الأحدية، لماذا لم تسمح له الفرصة مثل أطفال في مثل سنه؟، ... كيف للحياة ان تظلمه

هكذا؟، و هو على تلك الحال ، فجأة، رأى أمامه زاوية في أحد المنازل، ربما تقيه من شدة البرد القارس، و الامطار

التي بللت ثيابة، كان الشارع خاليا تماما من المارة، و السيارات، نهض و حاول العبور بسرعة، و هو في الشارع

مرت سيارة بسرعة عالية صدمت بقوة كبيرة، حتى أنها لم تقف. فارق الحياة في تلك اللحظة .. كانت هده النهاية

الطراجيدية لصديقنا المسكين ماسح الأحذية ...

oui c vrais il ya bcp d'enfans qui passera notr vie comme ce lui la


c la vie qui dnne ce aue réserve a caqu'un

merci pour cette h'estoir

en att plus